الجريمة الغامضة للأديب محمد يحيي الورع
الجريمة الغامضة:
قصة واقعية
للدكتور إسماعيل محمد النجار
الحلقة الثانية عشر
26 ديسمبر 2024م
تواصل الملحق الأمني للسفارة الفرنسية مع الداخلية اليمنية، لإعلان مبلغ عشرين مليون ريال يمني، مكافأة لمن يدلي بأخبار أو أدلة عن قتل عماد، ونشر عائش وأصحابه الإعلان الورقي على منازل قرية السلم والحرورة والقرى المجاورة، وتابعوا مع شيخ المنطقة ردود الإعلانات، وتلقوا ردوداً واتصالات كاذبة.
لم يستجرئ والد محمد مرشد ناجي الإبلاغ، لعدم وجود ضمانات حمايته وابنه، واتصل برقم الداخلية، وسألهم عن ضمانات الحماية، وحاولوا طمأنته بحمايتهم، ورد: أنا لا أثق في أحد. وحدد لهم اسم شخص في السعودية، وأعطاهم رقمه للتفاهم، وحصلت السفارة الفرنسية على الاسم والرقم، وأرسل لسعيد ووالدته أحلام.
واتصلت أحلام وسعيد بعائش وأصحابه، وكلفته تولي الاتصال برقم الشخص في السعودية. واتصل عائش به، وقدم له الضمانات، وحرصه على حماية الشخص الذي يمتلك معلومات أو أدلة عن قتل عماد، وبعد تعارفهما ووثوقه، أعطى الشخص عائشاً اسم مرشد ناجي الردوع ورقم هاتفه، واتصل عائش بسعيد ووالدته في فرنسا، وأعطاهما اسم الشخص ورقم هاتفه، ليتحدثا معه، ويقدما له الضمانات التي يريدها، وفوراً تواصلا معه، وقدم له كل الضمانات لبقاء الأمر سريّ.
تواصل الملحق الأمني في السفارة مع الداخلية اليمنية، وطلب تشكيل لجنة من الاستخبارات لإعادة التحقيق في قتل عماد، ويكون عضواً فيها، ليستجوبوا محمد مرشد ناجي الردوع ميدانياً، وبمجرد التأكد من كلامه، يقبض على ناصر سرحان، ويأخذ إلى مكان الجريمة.
قابلت اللجنة مرشد الردوع وابنه، وحققت معهما في موقع الجريمة، وشرح محمد سماعه لأطلاق النار واختفائه، ورؤيته المشادات بين ناصر سرحان شائف ومرافقيه مع عماد، وانتهائها بإطلاقهما النار على عماد وقتله، وسحبه للمزرعة، وإزالة آثار الدماء من الطريق، ووضعه داخل كيس بلاستيكي، وحمله فوق سيارة هيلوكس.
أعتقل ناصر سرحان، وحقق معه، وأنكر الجريمة، وأخرج لموقع الجريمة، وفتحوا مكان دفن آثار الدم، ومعابر الرصاص (الظروف الفارغة للرصاص) في المزرعة، وواجهوا ناصراً بالولد محمد مرشد وهو ملثم، وشرح تفاصيل الجريمة، واستمر ناصر بالإنكار، وأخبروه أن عماداً حي ولم يمت، وجرى دفنه شكلياً لاعتبارات أمنية، ويمكن تسوية الاعتداء عليه.
وانهار ناصر، واعترف بالجريمة ومساعديه، وقبض عليهما، وحققا معهما، واعترفا، دفع مبلغ العشرين مليوناً لمرشد ناجي الردوع، وأودع ناصر وشريكيه في الجريمة السجن، وعقدت المحكمة عدة جلسات، وأصدرت الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص على ناصر سرحان وشريكيه، وقدم ناصر التماساً، مراعاة قتل جميع إخوته وأبناء إخوته، وأعيد النظر بحكم الإعدام للسجن المؤبد.
تناقشت أحلام مع أولادها في تراجع المحكمة عن تنفيذ حكم الإعدام، وتعصب أولادها، وأصروا على الانتقام، وتدخل أخوهم سعيد وقال: يكفي ثأرات وانتقامات، وقرار المحكمة وقف تنفيذ حكم الإعدام معقول ومنطقي إنسانياً، لهلاك معظم أسرة شائف، والسجن المؤبد قتل وتعذيب بطيء لناصر، وإعدامه لن يرجع والداكم، وقد دفعنا الثمن، قتل والدنا رضوان وعمي عماد.
ونصح سعيد إخوته الاهتمام بمستقبلهم، وترجى والدته عدم تشجيعهم على الثأر والانتقام، لمعرفتها أسرار الماضي، قائلاً: يكفي حرماننا من زيارة البلاد، وانقطاع صلة الوصل مع أهلنا وناسنا. دمعت عينا والدتهم وقالت: كلام أخيكم سعيد صحيح يا أولادي، والدم يؤسس للثأر والانتقام المستمرين.
توفيت زوجة عائش صديق عماد في قرية الحرورة، وليس معها سوى ابنتها الوحيدة فاطمة، وهي متزوجة ولديها ولداً وبنتاً، وقامت برعاية والدها، ووصلت لمرحلة التعب والإرهاق، وعدم استطاعتها خدمة والدها وزوجها وأولادها، ونصحت والدها الزواج، وتقبل اقتراحها، واشترط زواجه من أحلام، زوجة صديقه المرحوم عماد.
حاولت ابنته إقناعه العدول عن نيته الزواج من أحلام؛ لاختلاف ظرفيهما، لحرص أحلام الإقامة مع أولادها، ورد: يمكننا الاتفاق على الإقامة بين رواندا واليمن وباريس. وردت فاطمة: تواصل مع أحلام لتقتنع أو تقنعك.
تواصل عائش مع أحلام، وتحدث معها عن تغيير حكم المحكمة من القتل إلى المؤبد لقاتل صديقه عماد، وردت: المؤبد قتل بطيء لناصر، ولا نريد استمرار مسلسل الثأر والانتقام. وطرح عائش على أحلام طلب ارتباطه منها، وقالت له: لا أستطيع ترك الأولاد. ورد عليها: سنقيم مع بعض في باريس، وبين الوقت والآخر نزور رواندا واليمن.
غدا الثلاثاء الحلقة الثالثة عشرة من قصة الجريمة الغامضة للدكتور إ
سماعيل محمد النجار
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية