احتواء بقلم الشاعر اشرف يحيى
احتواء
تَفَرَّقَ دَرْبِي وَضَاعَ السَّنِينْ
وَغَابَتْ خُطَايَ بِرِيحِ الأَنِينْ
فَنَادَانِي صَوْتُكَ فِي غُرْبَتِي
كَحُلْمٍ تَنَفَّسَ بَيْنَ الجُفُونْ
تَرَاقَصَ ضَوْءُكَ فِي مُهْجَتِي
كَمَا يَتَدَفَّقُ عِطْرُ السَّمِينْ
وَكَانَتْ يَدَاكَ ظِلالَ السَّكِينَةِ
وَكَانَ احْتِوَاؤُكَ دَفْءَ اليَقِينْ
وَكَمْ كُنتُ أَخْشَى مَسَاءَ الفِرَاقِ
فَجِئْتَ فَمَالَ المَسَاءُ الحَزِينْ
وَفِي كَفِّكَ النُّورُ، فِي صَوْتِكَ العُمْرُ
فِي طَيْفِ عَيْنَيْكَ بَحْرٌ أَمِينْ
وَسَافَرْتُ فِيكَ إِلَى مَا اشْتَهَيْتْ
وَنُمْتُ عَلَى حُلْمِ صَدْرٍ مَتِينْ
وَكُنتَ انْبِعَاثِي إِلَى العُمْقِ، حِينَ
تَبَدَّدَ فِي الأُفْقِ وَجْهُ السَّفِينْ
وَكُنتَ جَنُونِي، وَكُنتَ انْكِسَارِي
وَكُنتَ الوَطَنْ لِي إِذَا مَا أَهِينْ
وَأَبْحَرْتُ فِيكَ وَكُلِّي ظَمَأْ
فَرُوِّيْتَ رُوحِي بِوَعْدٍ مُصِينْ
فَلا اللَّيْلُ يُرْهِقُ نَبْضِي إِذَا
بِقُرْبِكَ أَحْنُو وَأَمْسِي سَكِينْ
وَلا يَكْتَبُ الحُزْنُ صَفْحَاتِ عُمْرِي
مَدَامَ احْتِوَاؤُكَ نُورًا يَلِينْ
تَحُوطُنِي يَدَاكَ فَأَمْشِي مُعَافَى
وَأَنْسَى بِعَيْنَيْكَ دَرْبَ الوَهِينْ
فَكَمْ مِنْ جَرِيحٍ تَضُمُّ الأَمَانَ
إِذَا مَا احْتَوَاهُ غَدِيرٌ مُعِينْ
وَكَمْ مِنْ ضَعِيفٍ غَدَا فِي قُوَاكَ
وَنَامَ عَلَى جَانِبِ المُطْمَئِنْ
فَإِنْ كَانَ فِي العُمْرِ بَعْضُ العَذَابِ
فَحُضْنُكَ مَأْوَى وَوَجْدُكَ دِينْ
.... اشرف يحي ( سيف الحرف ) ....
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية