اهديت لفتاة..... للأديب حمدان حمودة الوصيف
القَصِيدَةُ السَّلْبِيَّةُ... من شعري في فترة الدّراسة ... قبل أكثر من نصف قرن.
(أَهْدَيْتُ لفَتاةٍ قَصِيدَةً وسَمِعْتُ أَنَّهَا قد مَزَّقَتْها)
يَا قَـصِيـدِي، إنَّـنِـي أَلْـقَـاكَ صِـفْــرَا
كَفُؤَادِي، مِنْ هَوَى الأَحْبَابِ قَفْرَا
يَا قَصِيدِي، فِيكَ مَعْنَى الحُبِّ قَبْرَا
فَـابْــكِـنِي أَبْـكِـكَ شَـهْـرًا ثُـمَّ دَهْـرَا.
كُـنْـتَ رُوحًـا أَبَـدِيًّــــا، يَـــا قَـصِــيـدِي
كُــنْــتَ سَـيْـــلًا مِــنْ يَــنَـابِــيعِ الـنَّشِيدِ
كُنْتَ طَيْفًا، كُنْتَ طَيْرًا مِنْ وُجُودِي
كُنْتَ نَـهْــرَ الـحُبِّ مِنْ قَـلْـبِي الوَدُودِ.
آهِ، يَــــا أَبْــــيَـاتِــيَ الـحَــــسْــنَــــاءَ، آهِ
صِرْتِ فِي اللَّاشَيْءِ، فِي دُنْيَا الـمَتَاهِ
أَسْكَـنَـتْــكِ الـنَّـارَ أَيْــدِيـهَا اللَّـوَاهِـي
فَــابْكِنِي، دَهْـرًا، فَــإِنَّ الـقَـلْـبَ وَاهِ.
مَـزِّقِـي الأَبْيَاتَ، إنْ شِئْتِ اهْـجُرِينِي
واقْــتُــلِـي الأَوْزَانَ، وارِمِـي بِالـحَنِـينِ
وانْـــثُـرِي قَــلْـبِي شَــظـَايَا، لَا تَـعِينِي
إِنَّــنِـي بِالــشِّعْــرِ أَهْـذِي، فَاعْذُرِينِي.
اِسْـمُكِ الـغَالِـي حُرُوفٌ فِي قَـصِيدِي
فَوْقَ طِرْسِي، فَانْثُرِي الطَّرْسَ وزِيدِي
لَسْـتُ أَبْـغِـيـكِ لِــسُــوءٍ أَوْ لِــقَـيْــدِ...
إِنَّـمَـا جِئْتِ، عَلَى دَرْبِي، قَـصِيــدِي.
كَــسِّــرِي قِـيـــثَـــارَتِـي، لَا تَــتْـرُكِــيـهَــا
فَهْيَ تَشْكُو، فِي الهَوَى، وَصْمًا وتِيهَا
بَدِّدِي الأَلْـحَـانَ، مِـنْ قَلْبِي انْثُـرِيـهَا
فَـوْقَ رَمْسِي، تَشْتَكِي إذْ يَشْتَكِيـهَا.
اِقلِـبِي كَأْسِيَ واسْقِي الأَرْضَ خَـمْـرَا
خَـمْرَ قَلْبِي، عَفِّرِي الأَشْوَاقَ دَهْـرَا
ثُـمَّ قُولِي: لَسْتُ لِـلْـفِـتْـيَـانِ شِعْـرَا
واشْبِعِـي مَا قُـلْتُ تَشْتِيتًا ونَـثْــرَا.
حمدان حمّودة الوصيّف.
.. (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية