الجمعة، 29 أغسطس 2025

الشاعرفديس سعيد ومعيار الوفاء

 معيار الوفاء


نَقِفُ لهم تحتَ المَطَرِ دونَ مِظَلَّةٍ،

نَكتُبُ أسماءَهُم بِالنّورِ،

نُقيمُ لهم وَليمةً بِالحَمامِ،

نَجوعُ مِن أجلِهِم.

فَجأةً، يَحدُثُ زِلزالُ العَواطِفِ،

وعَواصِفٌ مِنَ الأحزانِ.

يُغلَقُ بابُ الوَفاءِ عِندَ الحاجَةِ،

ويَترُكونَنا في وَسَطِ الطَّريقِ.

لَقد أداروا ظُهورَهُم عَلينا،

وعادوا غُرَباءَ.

خانَتْهُمُ الذّاكرةُ القَديمةُ،

وظَهَرَ صَمتٌ مُميتٌ،

كَأنْ لَم نَكُنْ يَومًا سَنَدًا لَهُم.

نَسوا اليَدَ التي رَفَعَتْهُم عِندَ المِحَنِ،

وزَرَعوا في طَريقِنا أشواكَ الجَفى.

بانَ زَيفُهُم على المَكشُوفِ،

وتَعَرَّت وُجوهُهُم المُقَنَّعةُ.

وَضَعْناهُم في القُلوبِ كَأَوطانٍ،

وباتَت صَداقَتُهُم تِجارةً،

وكَأنَّها مِعيار الوفاء 

كَرِهْنا خُبْثَهُم،

وأسدَلْنا السِّتارَ.


فديس سعيد بجيكا



0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية