الأحد، 17 أغسطس 2025

أنا ظمأ البحر للشاعرة هادية السالمي دجبي

 أنا ظمأ البحر


على ضفّة النهر 

َيرتقب الحجلُ السّفن

و صحراء 

تشقى بها رئتايَ و تهترئ 

و في القلب 

مِجمرة و نُهور من الشجن 

و فيه عواصف ترغو و تصطدم 

فتسري بصدري 

عناقيد ليل و هسهسة 

و ينبت في مقلتيّ السّراب و يضطرم 

و فيها تئنّ قطوف السماء

و تنكفئ


أعُدُّ جسورَ الرمال 

على مسرح العمر 

و فيها تضجّ الخيول 

برايات  "معتصم " 

و أرتق عشب الحنين بدمعي 

و أنتظر 

فتصحو بعيني شظايا المرايا 

و تنفجر 

و تصهل في قدحي 

رجفة الجوع  و العطش 

و يرعد فيّ نشيج العروبة 

يا عرب 

فأنسج من عطشي 

صبْرَ خيلي و أوشحتي 

و لا قوس منكم 

عليه أشدّ و أتّكئ 

و لا جسر منكم 

إليه أفرّ و ألتجئ 

و يهمي رماد العروبة ، يا عرب، وجعا 

و يسألني 

عن شجون المرايا 

...و يحرقني 


تفرّون من قدحي 

و تهيمون بالعَتَب 

تفيئون _ أنتم _على الشوك 

بالودّ و الرُّطَبِ 

وكأسي 

يُوشّي دجاها مناضدكم  بالجوى 

يُها القوم! 

طابت دفاتركم 

.و تشظّت يدي 

تشظّت يدي 

غير أنّ رمادي هواه المدى 


أنا، للقداسة، عنوانها و منابعها 

أنا، ظمأ البحر 

تلهبه دمعة الجزع  

أنا، كَمَدُ الحبر 

تنهشه شوكة الوهن 

عِطاف النخل، أنا، و الجريد  أدثّره 

أنا ها هنا  السنديان 

و لست أهاب اللّظى 

كيقطينة  فيؤها لمواجعكم بلسم 

أنا ، يا دثاري، رُضاب السماء 

على الحجر . 

صهيل المنافي  ، أنا، و خدوش العُرى

و عطر الضياء ، أنا، و الظلال  لأضلعكم 

وزنبقة يمّمت مسبح الطير و الشهب 

لتخبز  نورا  لسنبلة في كهوف الردى 


ألستُ أنا الشّهقة البِكر للفجر 

في أرضكم؟! 

ألست أنا شفة الشمس 

تروي سنابلكم؟! 

فتبّا لقوم هواهم رِكاب و نرجيلة 

.و خِدْري ،  مَرَاتِعُ ريحٍ سَمُومٍ  و مِقصَلةٍ


بقلمي: هادية السالمي دجبي 

ه_ تونس_




0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية