كتب الشاعر رمزي دحرج لمنتدى المحيط نص بعنوان آه يا صديقي

 

آه لك يا صديقي

رمزي دحرج مصر 

لو رأيتم كيف كان أبي حنوناً علي قلبي

لفهمتم لماذا لا أستطيع نسيانه

آه صديقي

لو أنك تعرفت إلي أبي!

آه صديقي، كانت هناك

المبادئ تمشي علي أرجل

تطوف الطرقات

كان شمس تتماوج فوق قوس قزح

كان في الليل ضوئه

يهدي إلي سبيل قويم

آه صديقي!

لو تعرفت إلي أبي

كان فناراً مرشداً لكل الجاريات

كان موجاً كان شراعاً و حرفاً أمينا

كان أبي

كان ضعف كان قوة كان سطوة

كان حكمة كان رجل بسيط

كان أبي، كان يشبهني لولا أني

أضعت الطريق

فيا رفيق، إن قابلت الحكمة ذات مرة

في طريق

قل له، أبتاه

إنه درب من الجنون

و أنا في قمة المجون

تهدهدني كسابق عهدي بك

فكل من حولي قد صارو جاحدين

هيا تعالي إنتشلني من سقطتي 

في جب هذا الموت المهين

آه صديقي، لقد كان صديقي

آه لك يا من كنت صديقي

آه يا أنا لو تقابلت طيفه في لمحة

أتشمم عبق الحياة ممزوجاً 

بأريج الموت، إنه العطر الفريد

أبتاه، أحيان كثيرة

أجدني أمام نسيانك

كمفترق طرق

ألتفت يساراً وجهة وجهك

أعطي غيابك كل الأولويات

أترك قلبي جانباً

تصطف الذكريات

في رأسي

كمركن للعربات القديمة

ثم أتذكر أنني أنت

الواقف هناك

في زوايا الروح

فأمسك نفسي

و أمشي وحيداً في الطريق

أنا من إخترت الضعف و الهوان

أنا المدان

أنا ذليل قوم خادمكم

بكل ما أوتيت من حب

و كانو في عنفوان الجحود

أبتاه، أنا من أخطأت

أنت من جعلتني مسخ

في زمن عز فيه الحب

فمات موتاً مهان

رمزي دحرج