نزوات الوقت.... للأديب إبراهيم العمر
نزوات الوقت
٦٣
مثل سحابة كبيرة ، من نار تأكل نفسها, مثل شمعة تذوب،
الضباب يدخل ويغطي الوقت الذي يتصاعد منه الدخان.
انفتحت عيني فجأة على العالم الذي يضيء ،
لرؤية السماء تنزل إلى أفق السحاب عند الغروب.
إنه عطر من زهور وعشق يزبد ويتكثّف ،
على ذكريات عتيقة وأحلام تطفو على سطح الواقع.
إنها لحظة سحرية ، حيث أرى نفسي أرقص
مثل غيمة طائرة أو دوامة دوارة في مدينة ملاهي.
مثل فراشة خفيفة ، تبحث عن طعامها على ثغور الأزهار ،
تنهل عبير البتلات, منبهرة بنضارة النهار.
الطبيعة المروية تهمس للريح في دندنة وغناء ،
لحن الأمواج من بعيد وهي تداعب أماني البحار.
في ظل شجرة بلوط نائمة ، أنا, شمس ساكتة ،
تعيد الألوان ، لتجميل لوحات الوقت الباهتة.
وترسم جسرًا من بقايا الأحجار
فوق جدول مولود من الأمطار
وصخرة كبيرة على الضفاف،
عليها شاب من الماضي البعيد
وحورية حافية مخلوقة من الأسرار .
تأتي من مملكة السحر والعاطفة
والحنان،
وهو يلملم ذاته من رواسب الغبار.
يقول لها أحبك،
تقول له ، أنا أحبك أكثر.
يلتقيان مرة في السنة؛
وقد تمر سنة دون أن يلتقيا،
لكن لحظة العشق التي تولد هنا،
يتوقف عندها الوقت،
تغادر الأجساد المكان،
أطياف العاشقين تبقى إلى الأبد،
وتبقى الروح هائمة عند النهر،
وكل من يمر بسيارته على الطريق،
يخيل له انه يراهما وسط هالة من
النور والزهر .
هكذا هي لحظات العشق خالدة،
مثل
الألوان على لوحات الدهر.
إبراهيم العمر.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية