رِسَالَةٌ بيد القَمَر للشاعر مرزوق عوض الدرك
(رِسَالَةٌ بيد القَمَر)
حَمَّلْتُكَ أَمَانَةً يَا قَمَرُ، قُلْ لِحَبِيبِي يَمُرْ،
طَالَ الغِيَابُ، فَأحذر الأَسَى مُرْ.
وَاللَّهِ طَالَ الغِيَابُ، وَالقُلُوبُ اشْتَاقَتْ،،،
وَأَخْشَى يَمُرَّ الزَّمَانُ وَيَسْرِقَ العُمْرَ .
وَصِّلْهُ يَا قَمَرُ دا نُّورُه للعين بصر،،،
وَبَلِّغْهُ أَنِّي تَعَلَّمْتُ الجَفَا منه وَألم الصَبَرْ.
نَسِيتُ الهَنَا، وَغَدَا اللَّيْلُ والسهر،،،
وَأَحْلَامُنَا قَهْرٌ وَغُرْبَتُهَا كَسَرَتْ وَتَرْ.
مَسَافَاتُنَا بَعِيدَةٌ، وَالسَّرَابُ لَا يُجْدِي،،،
وَالغُرُوبُ يَكْتُبُ رُوحَ الهَوَى بالدم بلا بِحِبْرِ.
الحُبُّ جَنَّةُ وَصْلٍ، فَلِمَ نَحْتَرِقُ بِنَارِ الهَجْرِ؟،،،
وَالغُرُوبُ يُخْفِي وَجْهَ الشَّمْسِ وَ الظل يَسْتُرُ .
رَكِبْنَا قِطَارَ الزَّمَانِ وَمَا أَسْرَعَ السَّفَرَ،،،
وَعَلَى المَحَطَّةِ وَقَفْتُ كَفَى شَقَاءَ الوِتَرْ.
مَا زِلْتُ جَارَ الوَتِينِ، وَنَبْضِي فِي هَوَاكِ حر،،،
فَلَا تَدَّعِي أَنَّ هَجْرَكِ مِنْ صُنْعِ القَدَرْ.
اجْتَهَدْتُ، وَكَمْ مَرَّةٍ قَصَدْتُكِ وَالطَّرِيقُ طَوِيلٌ بحر
وَعَلَى الصَّبْرِ، قَلْبِي تَجَاوَزَ طَاقَةَ الصَّبْرْ.
ضَاقَتْ أَنْفَاسِي، وَتَاهَتْ خُطَايَ فِي دُرُوبِكِ بلا بر
وَمَشَيْتُ وَالأَحْزَانُ تُغْرِقُنِي فِي هواك كما البحر.
وَرَجَعْتُ عَلَى جَنَاحِ الأَمَلِ، أَحْمِلُ حُلْمَ لِقَاءٍ،
أَحْلَمُ بِيَوْمٍ نَجْتَمِعُ فِيهِ لحظه فرح وسرور.
صَحَوْتُ عَلَى صَوْتِ الهُمُومِ يُنَادِينِي دون البشر،،،
"مَا فِي الأَيَادِي اخْتِيَارٌ، وَمَا فِي غُيُومِ الصيف مطر.
وَإِنْ غَلَبَنِي الشَّوْقُ، وَفِي الحُبِّ بَانَ الضَّعَفْ،
أُرْسِلُ الحَنِينَ رَسُولًا، مَعَ القَمَرِ وقول انتظر.
حَلَفْتُ يُهَدِّي لَهِيبَ نَسْمَةَ وَدٍّ فى الصدر،،،
وَيَصِلُكِ قَبْلَ الفَجْرِ، بِوَرْدٍ وَزَهْرٍ وَعِطْرْ.
لَمْحَةُ وَجْهِكِ لِلْعَيْنِ تُزَيِّنُ النور فى النَّظَرَ،،،
وَفِي الحِضْنِ، يَحْيَا العَاشِقُ عُمْرًا، بِلا خَطَرْ.
أَمَانَةً، يَا بَعِيدَ العَيْنِ، لَا تَغِبْ وَتَسْكُنِ القَمَرْ،
تَعَالَ، فِي لَيْلِ الظُّلْمَةِ، وَجْهُك يُشِعُّ كَمَا البَدْرْ.
بقلم الشاعر ا مرزوق عوض الدرك
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية