الكاتب عبد الفتاح حموده وقصة وطن حسين
وطن حسين
أسمى حسين أبوزيد مهندس كيميائى أضطرتنى طبيعه عملى السفر للعمل فى بلاد مختلفه العربية منها والأجنبيه.
أما عن زوجتى قد يبدو أسمها غريبا أو غير متداول بين الناس ولعل قيمته عندى فى غرابته.. أليس لكل إنسان منا (وطن) يفخر بالإنتماء إليه فأنا الآخر لى (وطن) أنتمى له وهو كل حياتى وطن هو أسم (زوجتى) أحب الناس إلى قلبى ولعل لله حكمته فى أنه لم يرزقنا بالأولاد ليكون ذلك سببا قويا فى زيادة الأرتباط بينى وبين زوجتى التى عاشت معى سنوات طوال حافله بالذكريات الكثيره.
الأرتباط العميق بين الزوجين نتيجه صدق المشاعر ووضوح النوايا كل هذا يعتبر دافعا قويا لمواجهه أى حدث صغر أو كبر قد نصطدم به فى حياتنا ويعمل على محو أى خلاف قد يحدث بيننا فى مهده.
منذ بضعه أيام رقدت وطنى الحبيبه على إثر مرض شديد ألم بها فى رأسها حيث أقر الطبيب على ضروره إجراء عمليه جراحيه عاجله وكلما أسرعنا فيها كلما كان أفضل لزوال الخطر عنها.
جلست على حافه الفراش وأمسكت بيدها أقبلها وأنظر إليها وحاولت جاهدا أن أخفى عنها حزنى الشديد لمرضها فليس لى فى دنياى غيرها وكتمت عنها خطوره مرضها وأيضا التكلفه الماليه المطلوبه لإجراء العمليه المطلوبه فهى تعرف تماما أننا لم نعد نملك إلا المعاش الشهرى وهو بالكاد يكفينا فى ظل غلو المعيشه وأرتفاع الأسعار.
ولابد أن أبذل كل جهدى لتوفير هذا المبلغ حتى لو أضطررت لبيع الثياب التى أرتديها وأن لم أفعل ذلك سوف أعيش بقيه عمرى أتألم من الندم لإحساسى بالتقصير.
وما حياتى أنا أن لم تكن فيها وطنى الغالى.. فزوجتى أقرب إلى نفسى منى لدرجه أنها قد تشعر بما أفكر فيه وما أود الحديث عنه.
وقد رغبت يوما أن أبوح لها عن أمر أخفيه عنها يشغل بالى ويؤرق مضجعى.. وقد أعتدت إلا أخفى أى شئ عنها منذ زواجنا وعندما هممت بالحديث عن ذلك الأمر كانت المفاجأة.
عندما هممت بالأعتراف لزوجتى بالأمر الذى يشغل بالى إذ بها تخبرنى بأنها تعرفه لأننى كنت يوما ما أهذى ببعض الكلمات أثناء نومى وأرتجف من شدّه الخوف والأحساس بالذنب من بعض التجاوزات فى بعض العلاقات أثناء فتره عملى بالخارج فكانت تضمنى إليها وترفق بى حتى تهدأ نفسى تماما.
ليس هذا فحسب فقد كانت تتابع الخطب الدينيه التى كنت ألقيها فى المسجد المجاور للمنزل كل يوم جمعه وتراقب الدعاء لله بغفران الذنوب والعفو عنها.
وتشعر بى وأنا أسجد لله فى جوف الليل وأبتهل إليه العفو والرضا فى وقت كنت أظنها غارقه فى نومها.
ماذا أفعل وقد طرقت أبوابا كثيره لكى أستطيع أن أدبر المبلغ المطلوب لإجراء العمليه الجراحيه المطلوبه فى أقرب وقت ممكن رغم أنى معظم من لجأت إليهم كنت أنفق عليهم بلاحساب.
ماذا أفعل وقد أستبد بى القلق وأحسست بالعجز تماما وكم دعوت الله عزوجل أن يوفقنى فى هذا الأمر.
قالت لى زوجتى : مابك ياحسين.. بماذا أخبرك الطبيب هل تخفى أى شيء عنى؟
-وطنى الحبيبه هل سبق وأخفيت عليك أى شئ من قبل.
-لا لم يسبق أخفيت أى شئ ولكن بماذا أخبرك الطبيب؟
- ياحبيبتى الطبيب لم يقل إلا أن أرتفاع ضغط الدم أدى إلى بعض المضاعفات فى الرأس وأنه يلزمك الراحه والالتزام بمواعيد تناول الادويه.
وأثناء حديثنا سمعت بعض الطرقات على الباب فذهبت لكى أرى من الطارق ففوجئت ببعض المصلين فى المسجد الذى أصلى فيه قد جمعوا تكلفه العمليه لزوجتى وجاءوا به إلينا ولم أتفوه بكلمه واحده وأنهمرت الدموع من عينى وسجدت على الفور لله أشكره وأحمده على عطاياه ونعمه التى لاتحصى.
مع أطيب تحياتى
(عبد الفتاح حموده)
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية