الجمعة، 19 سبتمبر 2025

الشاعرة سلوى منلعي و .. شاء القدر

 شاء القدر

شاء القدر أن تلتقي ارواحنا

قبل أن ينقضي العمر

وأن تتمازج نفوسنا

بين أبيات الشعر

يا سلوتي وبهجتي، يا شمسي ويا قمر

أيتها النسمة الرقيقة المنعشة بالسحر

أيتها الزهرة اليانعة، تفوح بالعطر

يا غنوة تبعث الشجن والأسى، يا أهتزاز الوتر

ليتني ألقاك سلوتي قبل إنقضاء العمر

و أخذك في رحلة بين الأنجم،يا قمر

فالفكر يسرح حيث أنت، وما أعذب سرحان الفكر

والعقل يحاور غادة حسناء، باسمة الثغر

ها نحن ألتقينا سلوتي، و ما أروع لقاء الدرر

رغم الآسى، كنت بهجة، ورغم الحزن وما به من شر

ورغم المعاناة التي أثقلت كا هلينا، ورغم القهر

أنت وطن شامخ، خفاقة راياته، يبغي النصر

وأنت بياض ناصع، ينافس الثلج ما أبهى الثغر

وأنت الرقة والعذوبة، وكل الحسن أنت والبٍشر

كم ناداك الفؤاد، في غسق الدجى وكم سهر

وكم رسم لك من صورة، من خيالات الفكر

ساعات يراك باسمة فيبتسم، ويسر

وأخرى يلمح دمعة بالمقل الحوراء، من الغدر

سلوتي قد شاء القدر، أن أراك بلا نظر

يا أيها الطيف المحلق بالفضاء، متى تستقر

لأملأ مقلي من الوجه الصبوح، كالزهر

يا نخلة شامخة، تتحدى العواصف، ولا تنكسر

شاء القدر أن تكوني بهجتي ومهجتي، من دون البشر

أيتها الغيمة بعد صيف قائظ يا تباشير مطر

أهطلي على ارضي العطشى، بسيل منهمر

وهلمي للهوى، فالقلب في مقدمك ينتظر

وقد اعد لك قصر مرمر، ليكون لك مقر

فالحياة قد ادلهمت حولنا بالخطر

و سلاحنا يا سلوتي، كلمة وضمير وطهر

نصرخ ملء أفواهنا فلتسمعوا يا بشر

حبنا سيظل شامخا في الفضاء كما صقر

مترفعا عن كل وحل وما حوى متجاوزا كل الحفر

و طهرنا سيظل ابيض ناصعا، وحتما سينتشر

 يزرع الأمل البسام، وينشر أزكى عطر

فالأرواح تبقى، مهما طال زمن وعبر

ونحن التقينا، وتعانقنت ارواحنا عند الفجر

فأطل النور بكل البهاء، وعم الكون وبهر

لن ننحني لغير الإله، مهما قابلنا وعر

وسنبتسم للمآسي هازئين بالغدر

سلوتي صبح جميل مشرق، وثغر

جدول رقراق ينساب بين أغصان الشجر

وأنا بشعري وسلوتي، لا لن أهاب الخطر

وسأتحدى بثغرها كل أحزان العمر

فقد شاء القدر أن تكون لي بسمة ثغر

رائعة الحسن، أطلت من خلف الغيوم كما القمر

العشق ليس تملك، بل هو كالماء يجري بنهر

والحب لحظة صفاء، وذكرى ستبقى طول العمر

وهذه هي سلوتي، مرفأ أمان وسط بحر

تتلاطم الأمواج حولنا، فلا يخالجنا كدر

تلك هي حياتنا، التي نتمنى، وقد شاء القدر.


سلوى مناعي تونس






0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية