الأربعاء، 3 سبتمبر 2025

الشاعرة صباح فوزي (زهرة اللوتس) و .. قسوة الايام

 قسوة الأيام


تمرّ علينا في الحياة أيام نعتبرها من أقسى ما واجهناه، لحظات تنطوي على الألم، الخيبة، وربما الفقد. تلك الأيام لا تستأذن قبل أن تطرق أبوابنا، ولا تترك خلفها إلا آثارًا عميقة في القلب والروح.


قسوة الأيام ليست فقط في الأحداث، بل في الشعور بالعجز أمامها. قد نفقد أشخاصًا نحبهم، أو نخسر فرصًا انتظرناها طويلاً، أو نتعرض لظلم لا نستحقه. في كل مرة، نشعر وكأن العالم ضاق من حولنا، وأن الأمل تلاشى. لكن، ما لا ننتبه إليه في لحظات الانكسار، هو أن القسوة قد تكون بداية لنضج جديد، وأن الألم قد يكون بوابة للوعي والقوة.


يقولون إن "الضربة التي لا تقتلك، تقوّيك"، وهذا ما تصنعه قسوة الأيام. فهي تعلمنا الصبر، وتُظهر لنا من هم حقًا معنا ومن كانوا مجرد عابرين. تضعنا وجهاً لوجه مع أنفسنا، فنكتشف ما لا نعرفه عن ذواتنا.


ومع مرور الزمن، نُدرك أن الأيام القاسية كانت ضرورية لنصبح أقوى، أكثر حكمة، وأقدر على مواجهة الحياة. فكل عثرة كانت درسًا، وكل خيبة كانت توجيهًا، وكل دمعة كانت تطهيرًا.


في النهاية، لا أحد يهرب من قسوة الأيام، لكننا جميعًا نملك خيار أن ننهض بعدها، أن نواصل المسير رغم الألم، وأن نخلق من الجراح جمالًا، ومن الضعف قوة.


بقلمي صباح فوزى 🌹🌹🌹




0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية