كتب الشاعر بوزيد كربوعي لمنتدى المحيط نص بعنوان مزامير عطر وغياب
مزاميرُ عطرٍ وغياب
دقّاتُ قلبي، طبولُ فقدٍ كامنٍ،
يقرعها الغياب على وتر الصمت،
وفي جوفي ساعةٌ رمليّة
تنزفُ الوقتَ بين ضلوعي،
وحُلمًا يتكئُ على يديكِ الباردتين،
يا طيفًا يسكن ضباب المساء،
ويُشعل في الذاكرة نوافذ من سراب.
أريد قلبًا أبيض كحلم غافل،
لم يخدشه ماضٍ يتنفس تحت جلدي،
لم يلوثْه الحزن بعد
قلبًا يطفو فوق الظلام
كقارب نجاة،
يتيه في مدن الغياب
كنجمة تتسكّع في مجرّات التيه.
ليلة تمطر حنينًا،
وأنتِ تتسلّلين من بين الغيوم،
كأنفاس المسافات على نافذتي،
تجلسينَ على حافّة سريري،
ترسمين بأصابعِكِ الباردةِ
خرائط الأيّام التي أحرقتُها،
دروبًا تشعُّ كالشِّهب فوق رمادي،
ثمّ تمضين،
ويبقى العطر عالقًا في الهواء،
كهمسة وداع لم تكتمل،
كآخر نجمة في كفِّ الغسق المرتجف.
يا ظلًّا يذوب على جدار الوقت البطيء،
كم مرةٍ رمّمتُ وجهيَ المتشظّي
بأناملكِ التي لا تعود؟
كم مرةٍ أيقظتُ الغياب،
فوجدته يلبس ملامحكِ،
يحمل بين راحتيه صمتًا يشبهُكِ،
صمتًا من شظايا الفجر
المسكوب في كأس الفراغ؟
أيتها الراحلةُ إلى حيثُ لا أدري،
علّمتِني أنَّ الأرواح حين تعبرنا كالشِّهاب،
تترك في سمائنا ندبةً من نور،
لكنّها لا تعود،
لا تعود،
إلّا كحلم غريق
في مرافئ السراب.
بقلمي : بوزيد كربوعي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية