نخب الخذلان .... للشاعر كريم بوغنيمي
بقلم✒️ أ: كريم بوغنيمي
------------------------
**قصيدة: نخبُ الخذلان**
**---------------------**
أيّها الساقي المتذاكي،
يا رافعَ الكأسِ، الحافظَ
لذّاتِ الذاتِ المنطفئة...
عَفوكَ الكريم،
عن مخمورٍ
ثملٍ من حياةٍ
مُمِلّةٍ... مُذِلّةٍ
لفِكرِ السُّموِّ،
ولصمتِ المحدْ.
عفوكَ أيّها الساقي،
فما عدنا نرغبُ في الأرضِ،
ولا في سماءٍ معلّقةٍ بالرجاءْ.
ولا في دماءٍ،
ولا في اغتصابِ النساءْ.
فحُظوظُ عربٍ تفسّختْ،
وقضيةٌ عربيةٌ بيعتْ،
وشعبٌ أعزلُ...
قُتّل، شُرّد،
وضاعَ بلا مأوى ولا عنوانْ.
أيّها الساقي للمذلّةِ والأوهامْ،
لأراضٍ وشعوبٍ وجنودْ،
وقادةٍ
لم ييأسوا بعدُ من الخنوعْ،
لأوراقٍ خضراءَ...
مغموسةٍ في الدموعْ.
تباكوا...
واقتسموا الكعكةَ والشموعْ،
وزّعوا الأكفانَ
ما بينَ الجموعْ،
وتمرّدوا على أبناءِ الشعوبْ
بسيفِ قانونٍ
يحمي الظالمَ والفاسدْ،
ويدفنُ صوتَ المظلومْ.
وسُفكتْ دماءٌ طاهرةٌ،
نقيّةٌ، زكيّةٌ،
في رامَ الله،
بيتِ حَنونْ،
في غزةَ،
في أرضِ المدائنِ،
وفي كلِّ شبرٍ
من أرضِ فلسطين...
وانقسمَ الإخوةُ
على إرثٍ مسمومٍ
دُسَّ لهم في عسلٍ
يَلعقونَهُ وهم غافلونْ.
يهتفونْ...
يندّدونْ...
وللمجازرِ هم متفرّجونْ.
فأينَ أنتمْ،
يا جنودَ محمّدٍ؟
يا أحفادَ الصحبِ النورانيّين؟
يا أهلَ النبيِّ الأمّي؟
يا مصلّينَ،
يا عابدينَ،
يا مؤمنينْ...
أين أنتم،
وقد عبدتمُ الدينارْ،
وقدّستمُ المجونْ،
وتغزّلتمُ في الغواني
من بناتِ يَهُودا...
وزّعتمُ الغنائمَ
في خفاءٍ وسكونْ،
وما وزّعتمْ يومًا
إلا الجثثَ،
والدماءَ،
والأشلاءْ..
.
**✋ ويومَ تختصمونْ،**
**عندَ ربِّ العزّةِ،**
**يومَ المنونْ...**
**ماذا تقولون؟**
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية