الأحد، 4 مايو 2025

جراح الغياب .... الأديبة حكيمة جعدوني

 الكاتبة والأديبة د.حكيمة جعدوني

نينارايسكيلا 


جراحُ الغياب 


جميلةٌ تلكَ السرائرُ التي أُخفيها،

جلّ ما في القلبِ لا تصفهُ الكتبُ، 

ولا تبلغهُ الرُّسلُ.


جُنونُ الشوقِ في رسائلي،

جرى كما الماءُ في الطُرقِ، 

لو أرسلتها لما وسعتْها السُّبلُ.


جلسَت الأشواقُ بي،

جعلتني ثَمِلاً من غير كأسٍ ولا خَمرٍ،

جرّدتني من صبري، من صمتي، 

من كُلِّ احتمال.


جئتُ بأنفاسي أستنشقُ نسيمَ دياركم،

جعلتُهُ قبلاً من شذاكُم، من همسكم، من ظلِّ طيفِكُم.


جلدتُ قلبي بمحبتكم،

جاهدتُهُ أن يتحمّل ما لا يَحتَمل، 

فما انصاعَ، ولا عقل.


جربتُ أن أعاتبَ، أن أُبْعدَ،

جُرحي لا يشفيهِ عذلٌ، 

ولا دواءُ العاشقين.


جُنوني بقربكم، قضيتي... 

جريمةُ حُبٍّ لا يُفتى فيها

جَمعَت الحيرةَ والرأيَ والعجزَ والذهول.


جمّلَ الشِعرَ ذِكرُكُم،

جميلةٌ هي القصائد إن نُسِجتْ على حروفِكم،

جزيلٌ هو الغزلُ إن عانقَ صورةَ حسْنِكُم.


جبينُ الغياب لا يمنعُني من رؤيتِكم،

جلستُ في قلبي أُبصرُكم،

جعلتُ من البُعدِ قُرباً، ومن الوجعِ سلاماً.

ومن الغيابِ وصال، 


جميلٌ أن أكونَ وفيّاً،

جرحي لا يعلّمني الغدر، 

ولا تُغويني الخيانة.

جذوري في الوفاء، لا تتنقّل.


جئتُ أُرسلُ إليك رسولي،

جعلتهُ كاتماً للسرّ، حافظاً للوجع،

جعلتهُ يُقبِّل الأرضَ عني إن وصل.


جاهدتُ كي لا أُطيلَ عليه،

جعلتُ طلبَ السلامِ مختصراً، 

فَـحبيبي عندهُ مَلَل.


جمعتْ حاجاتي كلّها في هذه الرّسالة،

جربتُ بها الأمل


الأخير،

جعلتُك أملي، فإن نجحتَ... 

فالعُمرُ بعدكَ يحتمل.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية