أسيرة الروح .... الكاتبة سها عبدالسلام
أسيرة الروح
كانتا صديقتان مميزتان كانتا بمثابة الأم والإبنة.. صديقتان أختان. برغم إختلاف أطباعهما لكنهما تلاقتا بمحراب الصداقة الحقيقية او ما كانت تطلق عليها هي
كانت الصديقة الأولى كالشمس تنشر الدفئ والضياء تخطف القلوب وتؤسر العقول
لها بصيرة ثاقبة ومنظور خاص بالحياة...
.في يوم طرق الحب باب قلبها والذي َكان موصَدا بحكمة لكن الطارق أبى الإستسلام
َكان فارساً بحصان أبيض تتنازل له الأفئدة بسيوف النبض عشقا لكنه عتّق الحب بأيسره لتلك الهادئة التي تصافح النجوم وتجالس القمر وتداعب نسمات الربيع خصلات شعرها برفق خوفاً على تلك العينين أن ترمقا صقيع الأيام ....
أحياالحب فيهما وهام بهما حد الخلود....
وفي يوم ماطر بالفرح يرتعد بغرام افلاطوني
طارت الأولى كفراشة حدائق بابل إلى صديقتها محملة بكل ألوان الهوى لتمطر هي عشقاً وتغرد ألحان التيام بعد أن عزف فارسها المغوار على أوتار قلبها وعلى وجنتبها تعلو صيحات الابتهتاج وكانت الأخرى تعم صمتا. وصمتاوتشتاط غيظا حتى فاض ضجيج الصمت بمقلتيها صاح ليعلن الوقيعة لهدم هذه الأُسطورة وحطام هذين القلبين العاشقين...
دست السم في العسل ورحيق الورد الموؤود براحتيها إختنقت به تلك النسائم الربيعية وأصبحت عاصفة غاضبة تلوذ بخلجان الهوى المسجور بصدورهم.. وبعد صراع دامٍ مع النفس الحائرة ودموع ماطرة بنيران التساؤلات التي كانت بلا إجابة مقنعة تهادت إلى فراقهما الأبدي ...بطعنة غدر اثقبت ظهر القلب وارسلت روح الهوى إلى السماء وكانت تلك الأولى صنم من شمع يحترق.. يفنى لكنه متوهج إلى الفناء ...
أثقل الندم على الصديقة الخائنة وعادت حاملة الرجاء بنبرات تسرد الحقيقة
وقفت بأعتاب دارها تستجديها النجاة...طالبة ان ترافقها للحياة وتتناسى.....
قالت لها الأولي والدمع يعصي مقلتيها الشاحبة
لم أنتِ... لم أفرطتِ بعذابات قلبي وأرسلتِ به إلى اللامنتهي.؟! .. جاوبيني.. الا كنت لك نعم الرفيق نتقاسم أحاديث الروح وشرود العقل ونبضات القلب كيف لك ِأن يكون احتضار فؤادي حتى الموت بيديكِ ِ كنت لا تهوني فهونت أنا والأن أنتِ ِ على هونتي
َكان الرد صمت ودموع يرتجي السماح
هنا ما عاد للندم جدوى بعد أن رحلت الخطى بدرب الفراق.
فجأة عبر خلسة من الزمن جائها صوته يعتلي صيحات نبراته سَكينة الانهزام والفراق ينخر خفقان قلبه المتسارعة يطلب العودة والبدء من جديد... فكانت الإجابة غروب لشمس اللقاء بلا أمل في مشرق الهوى
فقد تغيرت ووقفت بأبواب الزمن تتسائل.. كيف لي من طعنة الصديق وخذلان الحب الخالد..؟ كيف لي أن أحيا من جديد بعد أن سُلبت مني الحياة بهشيم ثرى الغدر المعتق بالأحلام الواهية؟! .. ومضت والحزن ينخر أوصال قلبها المفتور ترتجي من الغسق بصيص نور
حتى حلت بوحشة الليل وهامت بسبات واعٍ... وشرنقة الأيام كانت جدرانها... تقتات الألم وترتشف الذكريات.لتمر سنوات العمر دون إدراك منها
تحتضر نبضاتها و تأنس ضريح القدر... وتهاب وهج الحب بمقلتي الزهر
رغم الدر المنثور بالحب بخطواتها رغم الأنين الباكِ خلف إبتسامتها الهادئة.... قررت أن تقطن مدينتها الفاضلة هي وتلك الذكريات التي أُنجبت من رحم حب عقيم وأن تبقى بميثاق هوى يستوطن أضرحة الماضي وتبقى قاب قوس
ين
سها عبد السلام
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية