الخميس، 31 يوليو 2025

مادة العدم لللشاعر احمد الخليلي

 


ولله الفضل والحمد :

من  أربع وعشرين سنة , كتبت ببركة وإرادة من الله سبحانه عن العدم ووجوده ككائن مثل بقية المخلوقات , في بحث أسميته ( العدم مادة الله في الخلق )

والآن , توصل العلم  لمادة العدم الكبرى التي يتمدد في خلالها الكون ويتوسع .

وقد نشرت هذا البحث من عدة سنوات في مجلة (آفاق نقدية ) العراقية العالمية

ولو أردتم إعادة نشر هذه الإلهامة , أعدت نشرها .

_______________________-شاهد ذكرياتك

الشاعر احمد الخليلى

25 مارس 2018  ·

تمت المشاركة مع العامة

العدم مادة الله في الخلق :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , بحمده تدوم النعم , وبشكره تُدفع النقم , الذي  تفرَّدَ بالوحدانية والجلال

ونصلي ونسلم على رسول الله ألأُمَّي الذي أحاط بكمالات الكمال  , وشرف بالعلاء , والآلاء

واطلع على ملكوت ربه في الأولى والاخرة ،من لحظة ال كن وقبل تسمية الأشياء بأسماءها للأرض كان لها اسم , ولا السماء , الكريم الذي خصف نعله , الرحيم الذي أعان أهله , العظيم الذي أردف خلفه , وعلى الآل والصحب وبعد .

تجلَّت في خاطري هذه الفكرة , بسنا نورِِ أفاض عليَّ من بركة آية كريمة من سورة / فاطر

الاية <40 > ( إنَّ الله يُمسك السموات والارض أنْ تزولا ولئن زالتآ إنْ أمسكهما من أحدِِ من بعده إنه كان حليماً غفورا ) فغالبتني شهوة الكتابة لكن حصيلتي العلمية بهذا الصدد تكاد تكون معدومة لقلة اطلاعي فى هذا العلم , حتى وجدتني بقدرة الله أكتب هذا العمل , بحول الله وقدرته .

العدم مادةُ الله في الخلق

ما كينونة ما قبل الكون لو سلَّمنا بكون العدم شيء يحمل اسم , حيث تشير الآيات القرآنية (وعلَّم آدم الأسماء كلها )  وبهذا النص القرآني , يكون العدم مخلوقاً له اسم , فلو لم تنطبق القوانين التي سنَّها الله سبحانه لتسيير كونه المُحدث , على كون ما قبل الكون مثل الطول والعرض والأعلى والأسفل , فكيف كان  العدم أو اللاشيء أنْ يوصف .؟

الله سبحانه قائم بذاته فوق الأمكنة والأزمنة والكيفية والكمية , تقدس سلطانه القديم وتبارك وجهه العظيم قبل أن يخلق الكون .

ليس من قدرة العقل البشري  وليس في استطاعته , أن يتصور ما قبل الكون فاللاشيء ليس له جهات , أو فراغ , أو طول , أو عرض أو جنوب أو شمال , وليس له أعلى , وليس له أسفل . فهذه مخلوقات مُحدثة بحدث الكون , لتكون من نواميسه وقوانينه , لم يكن لها أصل أو احتياجات فيما قبل الكون من العدم الكائن فى حول الله وقدرته,  ليس من قدرة العقل البشري تصوُّر ماقبل الكون , بمعنى أنه لا يتصور الكون العدمَّي  الذي أعده الله ليكون مادته في  خلق الكون الشيء , في اللاشيء أو العدم الذي أراده الله ليبدع منه الشيء المُراد كونه شيئاً , هو في أصله شيء في مُراد الله , فكون الحوادث المُنبثقة من كون اللاشيء تتشيَّء من كينونته كل الاشياء الحادثة .

من كل ما يُطلق عليه اسم وجودي والفراغات اللامُتناهية في عالم اللاكون , والتي  أود تسميتها , بالفرغات الإستيعابية , وهى في لا شيئيتها تُعَّد شيء يستوعب ما تستوجب وجوده قدرة الله وإرادته , بمعنى قولبة هذه الفراغات اللاشيئية لتَصُب فيها ما شاءته الإرادة الإلهية .

وهذا الكون اللاشيء هو مادة الله المُطلقة في الخلق , والابداع , مادة مطلقة لتمَّدد ملكوت الله المُرادة .

والكون المُحدث على اتساعه وترامى أطرافه , وتعدد أجرامه وشاهق سمواته وما لم نحط بعلمه بعد , يُعَّد في ملكوت الله المُراده كحبَّةِِ مُلقاة في فلاه , قياساً لحجم الكُرسَّي والكرسي بالنسبة للعرش , يُعد كحلية قرط بالنسبة الى حجم العرش .

فكون اللاشيء هو قاعدة كل موجود محدث,  وكل المحدثات التي أوجدها الله في  الملكوت هى موجودات لكونها كائنة تُسمَّى , حتى مايسمى بالعدم في كون الموجودات , هو في أصله كائن يسمى بالعدم ,فالعدم كائن هُلامي من لا شيء له هوُّة سحيقة ,وله سقف لا نهائي واتجاهات أربعة ,من الفراغ ذلك مايُعرف لدى العقل بالعدم , الفراغ الكائن بين المجسَّمات .

مثال " هب أنك مددت يدك رأساً أو أُفقا , فإنها تمتد في مادة غيبية أُعدَّت أصلاً لجريان مادة الحركة الحادثة فى هذا الحيَّز الفراغي الغيبي المعروف بالعدم , فهو كائن مهمته استيعاب ما يقع من تمدد , أو زيادة من ارادة الله القدير , من حركة أو سكون , أو تكاثر وتشعُّب , فلو أفردنا عملية ظهور الكون والذي يعد على ضخامة اتساعه وترامي اطرافه واستمرارية توسعه ذلك الكون الفسيح والذي لا زال من أسراره القدر الكبير , يعد كحبة ملقاة في فلاه كما جاء في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , تشير الآيات القرآنية الى بداية نشأة  الكون جملة واحدة , كتلة صماء ملتصقة : فى سورة الأنبياء الآية 29 ( أولم يرالذين كفروا أنَّ السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون )

هذه الكتلة الهائلة التي هى الكون بعد ذلك , كانت تمور وتسبح في غيب من العدم , هو عالم اللاشيء الذي تم فيه استيعاب عملية الفتق , من الانفجار الرهيب , تناثرت خلاله هذه الكتلة الهائلة وتحولت الى أجزاء ملتهبة ودخان كثيف نتج عن هذا الانفجار وتصاعد حتى اصبح بعد ذلك ما يعرف بالسماوات والارض , وبقية الأجرام الفلكية , وتم ذلك كله في حيز ضئيل من ذلك المخلوق الهائل ألا وهو  العدم اللانهائي ,

ومما سمعت من علم الأُميين , ذلك العلم الذي اختص به رب العالمين الأمييّن , تكريما لرسوله الكريم النبي الأمي الذي علم العالم ونشر الخير في ربوع الارض , وأمدَّ الناس جميعا بكل ما من شأنه رفعة  قدرهم, ورقي حياتهم وتقدمها , من هذا العلم أنَّ لله تعالى في ملكوته , دواب في حظائره تستطيع ابتلاع السموات .

فمتى وكيف وأين , هذه تساؤلات يطرحها العقل البشري في  محاولة منه , لإدراك فهمها والاحاطة بعلمها ,وهذا الأمر يبدو حيويا وحتميا لإثراء فكرة أنَّ الانسان مميز بالعقل والتفكر والتدبر والتكريم , إلا إن بعض هذه المناحي من التفكر والبحث تصل ببعض المفكرين الى درجات من الغُّلو , والفتنة تجنح بهم الى التفكر في ذات الله سبحانه وتعالى,  الموجد لهذا الكون والقائم بتسيره بهذا السمط البديع بالغ الدقة والإحكام ,في قدرة الاهية على ترتيب وتدبير أمر هذا الكون فى لحظة واحدة دون أدنى خلل ,ربما يغفل بعض هؤلاء المفكرين , أن أين ومتى , وكيف هى مخلوقات ايضا,  تقوم على تقويم وتفعيل سنن الكون فالزمن مثلا , جعله الله لحساب مدة أجل الكون وما علق به من كائنات لها اجال معلومة تحدد عمر الاشياء وافتراض بعثها وقضائها في حينه , وهذا اي الزمن  لا ينطبق على ذات الله التي أوجدت الزمن فقط ليناسب ما خلقه من مخلوقات ,فهو محدث أى لم يكن قبل الخلق لعدمه ,وايضا المكان حادث لم يكن قبل الخلق لعدمه , خلقه الله لا ستيعاب حركة الكون وتكاثر أشياءه فالمكان مخلوق ,يحمل حركة وتكاثر وتشعُّب المخلوقات وهكذا كل مخلوق محدث لم يكن قبل الخلق فهو عدم أوجده الله , لحكمة تُناسب إعمار الكون , تنزَّه الله سبحانه أنْ ينطبق عليه شيء من الحوادث فهو الذي أحدثها ما أود قوله لتقريب الصورة عن ذلك الأمر الملتبس لدى بعض المفكرين مما قام بإبداعه الانسان نفسه , من تلفاز وكمبيوتر وريبوت أوحى بها اليه علام الغيوب لينتفع بها وتكون له ذكرى ,وتدبر , فالريبوت مثلاً وهو أذكى المخترعات وأعلاها تقنية , أمَده الانسان بكل المعلومات في شتى مناحي العلم حتى جاز تسميته بالانسان الألي ,  فهذا الاختراع بكل دقته وكل علومه ومعلوماته وتقنياته العالية , لا يستطيع الإحساس بصانعه أو معرفة أي شيء عن كنه صانعه,  هكذا ولله المثل الأعلى فالانسان لا يعرف ولا يستطيع الوصول الى حقيقة ذات الله العلية لأن محدودية خلقه وعلمه قاصرة على تسوية شأنه وتدبير أمره المعيشي فقط و حتى يتفكر في ملكوت الله  , وليس في ذاته سبحانه , أراد الله ايجاد هذا الكون فكان بمقتضى حكمته التي لا ندركها , كيفاً أو كماً , إنما نستجليها فكرا , وإيماناً , ونرصدها خضوعاً وحبا وإجلالاً لذات موجدة , محكمة السيطرة , على مجريات ما كان وما سيكون من غيب منذ البدء وحتى منتهى الدنيا , فالعدم فى حول الله وقدرته , هو مادته في الخلق .

بقلم : أحمد الخليلى \  20 \ 4 \ 2011 م كتب أصل هذا البحث في عام الفين وسبعه .





0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية