أنت و لوحتك ق.ق للأديبة احلام شحاتة ابو يونس
أنت .. و لوحتك .. قصة قصيرة
أكاد أراك
لا تدير عينيك عن اللوحة و لا ترى غيرها
بجوارك كوب الشاي و فنجان القهوة
و قد غسلت ذهنك من أي شيءٍ عالقٍ به
و تسمع موسيقاك التي تفضّلها و تسرح
مع لوحتك في عالم صنعته أنت بيديك
و قد فتحت أزرار قميصك و وضعت عطرك المفضّل
و مشّطت شعرك و كأنك ستلتقي بمحبوبتك أو كأنه يوم عيد
و قد أكلت شيئاً خفيفاً
تصمت فترة عن التفكير و كأنك تستجمع أفكارك من جديد
و كأنك تستجمع ذاتك
تأخذ نفسا عميقاً جدااااااااااااااااااااااااااااا
و تغمض عينيك للحظة
ثم تبدأ بملاقاة لوحتك الحبيبة
تمسك بفرشاتك تغازلها ( لوحتك)و كأنك تستشيرها بما سوف تفعله بها
و تتمنى بدواخلك لو أنها تحكّمت بفرشاتك
لكنك تتحكّم بحكم خجلها منك
تدخل معها عالماً خاصاً بكما
تمتزجا لحد الإلتحام
فلا أحد أي أحد يستطيع أن يخرجك من تقمّصك للحالة
ثم تنظر لها نظرةً فاحصةً كأنك للمرة الأولى تراها
و تقول في نفسك :
كيف فعلت أنا ذلك ؟
هل أنا صانع هذا الجمال البديع؟
هل أنا من إبتكر تلك الأفكار الساحرة
ثم تضع فرشاتك بلمساتٍ خفيفةٍ على اللوحة
و تتمنى أن لا تنتهي لقاءاتك بها
و بعد جهدٍ كبيرٍ و عناءٍ شديدٍ و مقاومة
تجلس على الكرسي
المقابل للّوحة
تتنفّس الصعداء
و تقول :
تسلم أناملك
أتمنى تعجب الجمهور
و تعود من جديد لتفكر بلوحة جديدة
و لوحتك
كائن حي أمامك
لا حول لها و لا قوة
تنظر لك بإستعطافٍ و بمحبةٍ
تنتظر لمساتك بالفرشاة و الأنامل
هي تعرف بكل يقينٍ لديها أنك ستجعلها الأفضل على الإطلاق
تعرف أنك ستبثّها كل ما عندك من إهتمام
هي تعرف أنك سوف لا تتركها أبداااااااااااااااااااا
إلاّ حين تطمئن عليها أنها وصلت لمرحلة تعتمد فيها على نفسها
و لن تتركها إلاّ حين تضع كل الإجابات التي ستدور بخلد المتلقي
حتى لا يحتاج لمترجم بجوارها
و هي تعرف حدّ اليقين أنك لم تحرمها من شيء أبداً
و قد أعطيتها كلّك وقت الوصال بينكما
و تكاد حبات عرقك تؤكد مدى إنفعالك في محاولة لإرضائها
و يشهد المكان بكل همساتك لها و نظراتك الحالمة
و تشهد موسيقى الغرفة بذلك اللقاء التاريخي الذي لن يتكرّر
لأنه كلقاء السحاب
أنتج مشاهد ساحرة تسحر العقول قبل العيون و القلوب
أذهل الجميع و أسكت الجميع و كأن على رؤسهم الطير
يتساءلون في همس ما هذا الجماااااااااااال ؟؟؟؟
و أنت تنتظر رد أفعالهم و مدى تأثير لوحتك الحبيبة عليهم؟
هي من صنع يدك أنت لكنها صنعت بداخلك شيئا لا يعرفه الناس
ختمت بداخلك ختماً لا يراه الآخرون
ودّعتك بنظرات إرتياح و أنت ودّعتها بنظرات إمتنان
لأنكما شريكان في الإبداع و التميز
كان التصفيق الحار لها فيه نصيب مثلك تماماً
بينكما عشرة و أوقات لا تنسى
و كلما أغمضت عينك تذكرها كأحلى و أجمل اللوحات
و تسترجع تلك الذكريات العطرة التي جمعتكما سوياً
و تردّد إسمها في دواخلك بينك و بين نفسك
أحلام شحاتة أبو يونس
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية