الشاعرعبدالرزاق حمود الجعشني و .. همسات الروح في رثاء الام
✦✧✦✧ همسات الروح في رثاء الأم ✦✧✦✧
غبتِ يا من كنتِ قنديلَ وجودي.. انطفأ النورُ الذي كان يُنيرُ دربي وسكنَ الينبوعُ الذي
كان يُروي ظمأ روحي دفئاً وحناناً
رحلتِ بصمتِ النسيمِ، لكن
صمتكِ أحدث في
أعماقي زلزالاً لا يهدأ
وغربةً ألمسها في كل ذرةٍ حولي
كنتِ وطني الذي ألوذ به حين تضيق بي السماوات، وسماي التي لا تُغلق أبوابها
أمام خطاياي. كنتِ اليدَ التي
تمسحُ جراح قلبي فتَنطقُ
لا تحزن.. أنا هنا
كنتِ الصوتَ
الذي يُسبغ على روحي ألوان الطمأنينة.
بغيابكِ يا أمي، أدركتُ أن اليتيمَ ليس
صغيراً، اليتيمُ من فقدَ الأمَّ مهما
عَلا شيبُه. البيتُ فقد دفئَه
والجدرانُ سكنها الصمتُ
حتى الهواءُ أصبح
ثقيلاً كالجبال
والطرقاتُ صارت متاهاتٍ من الوحشة.
يا من غرستِ في كياني بذور الصبر
والإيمان.. نامي قريرةَ العين
دموعنا المنهمرةُ ليست
سوى أدعيةٍ تفتح
لكِ أبواب
الرحمة
وأناتنا الخارجة من أعماق القلوب زادٌ يرافقكِ إلى جناتٍ عرضها السموات والأرض
سنذكركِ في كلِّ شروق، ونحملكِ
في كلِّ سجدة. ستظلُّ صورتكِ
في عيوننا نوراً لا يُطفأ
رحلتِ بالجسد لكنكِ
بقيتِ في أرواحنا
ما حيينا
رحمكِ الله رحمةً واسعة وجعلَ الفردوسَ الأعلى مثواكِ.
✍️ بقلم وروح عبدالرزاق حمود الجعشني
🇾🇪 من أعماق اليمن
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية